مجدَّدًا، أعتقد أنّ المسيح لا يطالبنا بالقسوة والجمود تجاه أحبّائنا، ولكن إن كان هناك مرض مخفي ومتخفي خلف تلك القشرة من الحنين لأحبّائنا، سيعمل المسيح على شفائه وإن كان من خلال مشرط قاطع باتر مؤلم لكي نستطيع أن "نحبّ بحقٍّ" و"نتبع بصدق" ...

اقرأ المزيد  

نتعلّم كلّ يوم على عتبة الإنجيل أنّ يسوع هو ذلك اللّطف الأقصى .. ولكن، نتعلَّم أيضًا أنّه الحقّ المطلق ... لن يقايض حقّه باللّطف ليكسب ودّنا أو يجعلنا نرضى عنه أو نحب رسالة نعتقد أنّها منه ولكنّها منقوصة ... رسالته حيّة لأنّها "حقيقيّة" لا لأنّها لطيفة وهادئة ومطمئنة ومعزيّة لإنسان العالم ...

اقرأ المزيد  

ولكن الدعوة ليست أمرًا هيِّنًا. أرى الكثير جدًّا من المسيحيين يسألون حول الدعوة. يداعب خيالهم دعوة مباغتة كبولس الذي أشرق له النور المبرق واقتاده إلى الإيمان، وحرّكه الروح في كلّ خطوة على الطريق. البعض الآخر يشعرون أنّهم كصموئيل "عارية للرب" (1صمو1: 28) مكرّسون له، ينتظرون لحظة الإطلاق العظيم ليمارسوا دورهم في العمل الإلهي. والبعض الآخر، يشعر أن الدعوة قريبة يكاد يستشعر أنفاساها، ولكنّه مقيّد في عادات خلف قضبان في عبوديات تمنعه من الحركة والتشبث بالدعوة ونداءها. البعض يراها هادئة ناعمة مليئة بالفرح والتعزية، والبعض يهابها إذ يراها مضرجة بدماء التضحيات والذبائح. ما بين الشوق للدعوة، والخوف منها نتأرجح ..

اقرأ المزيد  

يرسم لنا توم رايت Tom Wright صورة واقعيّة لدعوة يسوع للاوي التي نقرأ عنها باقتضاب في مر2: 14، وذلك في كتابه Mark for Everyone، إذ يرى أنّه ثمّة بعض الوظائف في المجتمع التي تستلزم قدرًا من الاحتمال الزائد thick skin، من تلك الوظائف: مُحَصِّل الغرامات (العشّار)، وذلك لأنّه الشخص الذي يواجه الآخرين في حاجتهم وضعفهم وانعدام حيلتهم. هو يقف أمام نداءات الاسترحام دونما استجابة، وصراخ التهديد دونما تأثّر، وتشكّي المتألِّم دونما التفاتة منه. إنّه ببساطة يقوم بعمله، إلاّ أنّ عمله هذا يضعه في مواجهةٍ دائمة مع الآخرين ورفضٍ من المجتمع.

اقرأ المزيد  

يبدو لي أنّ الفوضَى التي تجتاح الفكر في العالم الآن هي ”فوضَى التعريفات“. يرى البعض أنّ الإلحاد هو الفوضَى الأخطر التي تَسْتَبْعِد الله من المعادَلة الإنسانيّة. أتفق جزئيًّا مع خطورة الفكر الإلحادي، ولكني لا أراه الأخطر. يبدو لي أنّ هناك طوفانٌ فوضويٌّ آخر يَتَحَكَّم في المَشْهَد الإنساني حاليًّا، وهو أخطر من الطَرح الإلحادي؛ إنّه فوضَى التعريفات، وخاصّة تعريف ماهيّة الله.

اقرأ المزيد