يمكننا الحديث طويلاً عن هذا الحدث الفارق في إيماننا المسيحي؛ استعلان الثالوث أثناء معموديّة يسوع الناصري، إلاّ أنني أريد أن ألفت النظر إلى حقيقة ضمنيّة في عيد الإبيفانيا Epiphany. هناك دائمًا فارق بين حقيقة الأمر واستعلان حقيقة الأمر. هناك مسافة من الزمن والوعي تفصل بين ما هو كائن وإدراكنا لما (لمن) هو كائن. في معموديّة المسيح لم تبدأ ألوهيّة يسوع الناصري منذ تلك اللّحظة الزمنيّة، ولم يهبط عليه الروح من السماء ليُقَدِّم له ما لم يكن له أو ليحقق فيه ما هو غائب عنه، ولم يتحدّث الآب شاهدًا عنه ليُعَبِّر عن اختيار مفاجئ ليسوع الناصري بسبب التقوى!

اقرأ المزيد  

إنّ الحياة دعوة لنحياها، لا لنقضي حياتنا بين التردُّد والخوف أمامها، بين حساب النتائج (الواهم) وقلق الخروج من الدوائر الآمنة (التي نسجن أنفسنا فيها) حينما تدعونا للنزول لنخوض مغامرتها. ولكن هل نحن أحرار لنحيا الحياة كما هي أم إنّنا متفرجون من النافذة؟ هناك مَنْ يقف ليشاهد الأحداث من بعيد، من النافذة، وتمضي الأيام والسنون، ويموت، ولا يبقى على النافذة سوى هيكل عظمي، هو ذكرى لإنسان قرَّر ألاّ يحيا، ألاّ يكون، ألاّ يشارك، ألاّ يغامر، ألاّ يصير جزءًا من ديناميكيّة ملكوت الله.

اقرأ المزيد  

ما أصعب الإيمان! لقد احترفنا التغنّي بالإيمان ونَظْم التسابيح والتراتيل عن الإيمان، إلاّ أنّ كلمة ”أؤمن“ الشخصيّة يبدو أنّها من الكلمات التائهة عن مفردات الكثير من الناس الآن.

اقرأ المزيد